جنائي

اركان الجريمة في القانون الجنائي

اركان الجريمة في القانون الجنائي

تعتبر اركان الجريمة في القانون الجنائي من الأسس الأساسية التي يقوم عليها القانون الجنائي، حيث تساهم اركان الجريمة في القانون الجنائي في تحديد مدى قانونية الفعل المرتكب وإمكانية معاقبة الجاني. يعرف القانون الجنائي الجريمة بأنها سلوك يتعارض مع القوانين المعمول بها ويشكل تهديدًا للنظام الاجتماعي أو الفرد. وتتمثل اركان الجريمة في القانون الجنائي من ثلاثة عناصر رئيسية: [الركن المادي، والركن المعنوي، والركن القانوني].

اركان الجريمة في القانون الجنائي

الركن المادي : يشير إلى الفعل أو السلوك الذي يتم ارتكابه، بينما يركز الركن المعنوي : على نية الجاني ومدى إدراكه لخطورة فعله. أما الركن القانوني : فيحدد القاعدة القانونية التي تنظم الفعل وتبين العقوبات المقررة. و من خلال دراسة هذه الأركان ” اركان الجريمة في القانون الجنائي “، يمكن للقانون أن يميز بين الأفعال الإجرامية وبين السلوكيات غير المشروعة التي قد لا تستدعي العقاب، مما يسهم في تحقيق العدالة وحماية المجتمع.

ما هي أركان الجريمة؟

اذن لكي تعتبر الجريمة موجودة، يجب أن تتوفر ثلاثة عناصر أساسية: العنصر المادي، والذي يتضمن الفعل أو الامتناع الذي يشكل الجريمة؛ العنصر المعنوي، والذي يعكس القصد الجنائي لدى الجاني؛ والعنصر القانوني، الذي يتضمن النص القانوني الذي يُجرم هذا الفعل أو الامتناع.

أولاً  الركن القانوني

من الضروري أن نعلم أنه لا جريمة ولا عقوبة بدون نص قانوني. وبالتالي، فإن وجود أي جريمة وفرض العقوبة عليها يعتمد على وجود نص قانوني يجرم الفعل ويحدد العقوبة المناسبة للجاني. يعد الركن القانوني عنصرًا أساسيًا في اركان الجريمة في القانون الجنائي في اي جريمة، وبدونه لا يمكن اعتبار الفعل جريمة أو فرض العقوبة. يقع على عاتق المحامين الجنائيين مسؤولية إثبات براءة المتهم والدفاع عنه في إطار محاكمة عادلة.

ثانياً الركن المادي

الركن المادي يتعلق بالاعتداءات أو الانتهاكات التي تحميها القوانين، ويشير إلى الأفعال الملموسة مثل قتل شخص بإطلاق النار عليه.

و يتكون الركن المادي الذي هو ضمن اركان الجريمة في القانون الجنائي من ثلاثة عناصر أساسية:

الفعل: وهو السلوك الإجرامي الذي قام به الجاني.
النتيجة: وهي الأثر الناتج عن الفعل، مثل وفاة المجني عليه نتيجة وضع السم في كأسه.
العلاقة السببية: وهي الرابطة بين الفعل والنتيجة، حيث تُثبت أن وفاة المجني عليه كانت نتيجة مباشرة لشربه السم، وليس بسبب آخر.
عند توفر هذه الأركان جميعها، يمكن اعتبار أن الركن المادي قد اكتمل.

ثالثاً الركن المعنوي

الركن المعنوي يتضمن توافر الإرادة الآثمة والقصد الإجرامي لدى الجاني لتحقيق نتيجة سلبية، مع علمه بمكونات الجريمة وآثار فعله. يتطلب هذا الركن أن يسعى الجاني لإحداث نتيجة معينة سيئة، مما يترك أثرًا قانونيًا. وجود الركن المعنوي يعد أساسيًا في اركان الجريمة في القانون الجنائي ، خصوصًا في الجرائم المقصودة، إذ لا يمكن تصور وجوده في الجرائم غير المقصودة التي تفتقر إلى النية، مثل جرائم القتل الناتجة عن العمليات الطبية. كما يظهر الركن المعنوي بوضوح في الجرائم الإيجابية، مثل السرقة والخطف والاغتصاب والقتل والإيذاء.

يوجد أيضًا ركن دولي يحدد ما إذا كانت الجريمة داخل حدود الدولة أو خارجها.

عند توافر جميع اركان الجريمة في القانون الجنائي ، بما في ذلك الركن المادي (إحداث النتيجة) والركن المعنوي (الإرادة الآثمة) والركن الشرعي (الأساس القانوني لكل العقوبات)، تصبح الجريمة قائمة. إذ لا يمكن اعتبار الفعل جريمة بدون الركن الشرعي، لأن الجرائم منصوص عليها بشكل محدد في القانون.

من المهم أن ندرك أن أسباب الجرائم متنوعة وقد زادت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، مما يتطلب فرض العقوبات المناسبة على مرتكبيها وعدم التساهل مع انتهاك الحقوق. فدم الإنسان ليس رخيصًا ولا ينبغي الاستخفاف به. عندما يعرف الجاني أن العقوبة ستتحقق عند توافر جميع الأركان، قد يندم على فعله ويمتنع عن تكراره، مما يردع الآخرين عن ارتكاب الجرائم.

توافر جميع اركان الجريمة في القانون الجنائي يعني وجود خطر كبير على المجتمع والفوضى، ويستدعي وجود جاني يستحق العقاب وفقًا لقانون العقوبات، بالإضافة إلى مجني عليه يحتاج إلى الدفاع من محامٍ جنائي. إذا اختل أحد اركان الجريمة في القانون الجنائي أو انعدم، فإن العقوبة ستكون مختلفة أو مخففة، حيث تتباين العقوبات وفقًا لتوافر الأركان. لذا، يعود تقدير الأمر إلى القاضي، الذي يفرض العقوبة بناءً على وجود اركان الجريمة في القانون الجنائي .

الفرق بين الركن المادي والمعنوي للجريمة

الفرق بين الركن المادي والمعنوي للجريمة

الركن المادي:

يتعلق بالأفعال أو التصرفات الملموسة التي تُعتبر جريمة. يشمل ذلك الألفاظ أو الأفعال التي تسيء إلى شخص آخر، سواء من خلال الكلام المباشر أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. يركز الركن المادي على ما حدث فعليًا، مثل الإهانة أو الاعتداء.

الركن المعنوي:

يتعلق بالقصد والنية وراء تلك الأفعال. يجب أن تكون هناك نية واضحة للإساءة أو التشهير بالشخص المستهدف. هذا العنصر يُظهر الدافع النفسي للجاني، ويحدد ما إذا كانت الأفعال قد تمت عن عمد أو بشكل غير مقصود.
باختصار، الركن المادي يُعنى بالسلوك الفعلي الذي يُعتبر جريمة، بينما الركن المعنوي يتناول النية والإرادة وراء ذلك السلوك.

من هو الفاعل المعنوي في الجريمة؟

الفاعل المعنوي هو الشخص الذي لا يقوم بأفعال مادية مباشرة، بل يستخدم وسيلة لتحقيق النتيجة التي يرغب في حدوثها. هذه الوسيلة قد تكون شيئًا جامدًا، أو حيوانًا، أو حتى إنسانًا حسن النية أو مسلوب الإرادة، بحيث يفتقر إلى القصد الجنائي. لذا، فإن “الفاعل المعنوي يهيئ الظروف ويخطط لتحقيق الجريمة”؛ لكنه لا يقوم بالفعل المادي.

أما الفاعل المادي فهو الشخص الذي يرتكب الجريمة من خلال تنفيذ الأفعال المادية بشكل مباشر. يقوم هذا الفاعل بتنفيذ المشروع الإجرامي بشكل إرادي، مما يؤدي إلى حدوث النتيجة الاجرامية التي أرادها الفاعل المعنوي. وبذلك، يُعتبر الفاعل المادي مسؤولًا عن تنفيذ الركن المادي للجريمة، في حين أن الفاعل المعنوي يساهم في تحقيق الركن المعنوي فقط.

بشكل عام، الفاعل المعنوي هو الذي يخطط ويرغب في حدوث الجريمة، بينما الفاعل المادي هو الذي يقوم بالفعل الملموس، حتى وإن كان يجهل عدم مشروعية الفعل.

لمعرفة كل مايخص اركان الجريمة في القانون الجنائي لا تتردد في التواصل مع مكتب الاستاذ / سعد فتحي سعد المحامى 

مؤسس منصة المحامي الرقمية علي الارقام التاليه : 

📞 01019252393
📞 01050324005
📞 01558570168 

عنوان المكتب :

العنوان :  183 شارع التحرير عمارة الاستراند باب اللوق وسط البلد / القاهرة / مصر

افضل محامي جنائي

ما الفرق بين المساهم والمشارك في الجريمة؟

الفرق بين الفاعل الأصلي والمساهم والمشارك في الجريمة:

الفاعل الأصلي:

هو الشخص الذي ينفذ النشاط المادي للجريمة بشكل مباشر. على سبيل المثال، الشخص الذي يقوم بطعن آخر بسكين يُعتبر فاعلاً أصليًا للجريمة، لأنه يتخذ الفعل المادي بنفسه.

المساهم:

يشير إلى الشخص الذي يشارك في تنفيذ النشاط المادي للجريمة مع آخرين. وفقًا للفصل 128 من القانون الجنائي، في حال اعتداء مجموعة من الأشخاص على ضحية، يُعتبر كل واحد منهم مساهماً في الجريمة، حيث يساهم كل منهم في الفعل الجانح.

المشارك:

يختلف المشارك عن الفاعل الأصلي والمساهم بأنه لا ينفذ النشاط المادي للجريمة بنفسه، ولكنه يقدم دعمًا أو مساعدة للفاعلين. وفقًا للفصل 129 من القانون الجنائي، يمكن أن يكون المشارك:
أمر بارتكاب الجريمة أو حرض عليها.

قدم أسلحة أو أدوات أو أي وسائل أخرى تسهل ارتكاب الجريمة.
ساعد الفاعلين في الأعمال التحضيرية للجريمة.
بهذا، يتضح أن الفاعل الأصلي هو المنفذ المباشر، بينما المساهم يشارك في التنفيذ، والمشارك يقدم المساعدة دون أن يكون له دور مباشر في الفعل المادي.

ففي النهاية تشكل اركان الجريمة في القانون الجنائي الأساس الذي يُبنى عليه فهم الفعل الإجرامي وتحديد المسؤولية الجنائية.

وجود الفعل المادي، والعنصر النفسي، والركن القانوني، والركن الاجتماعي، يُعزز من إمكانية تحقيق العدالة وحماية المجتمع.

و تساعد دراسة هذه الأركان على فهم كيفية تجريم الأفعال وتحديد العقوبات المناسبة، مما يسهم في ردع الجريمة والحفاظ على النظام العام. لذا، فإن الإلمام بأركان الجريمة يُعد من الضروريات الأساسية لكل من يسعى لفهم القانون الجنائي وممارسته، إذ يُساعد في بناء مجتمع أكثر أمانًا واستقرارًا.

مكتب سعد فتحي سعد للمحاماة

مكتب إستشارات قانونية، مستشار قانوني لكبري الشركات الاستثمارية، متخصص في كافة المجالات القانونية والمكتب يضم محامين ومستشارين وأساتذة جامعات .