مفهوم الزواج المسيحي وسن الزواج واهدافه والممنوع فيه
Contents
مفهوم الزواج المسيحي
الزواج المسيحي سر مقدس ، يتم بفعل الروح القدس ، ولذلك فمفهوم الزواج الزواج المسيحي مفهوم خاص، ينبغى أن نتعرف عليه، لكى ندرك قدسيته وأبعاده، وهكذا نتعامل معه بأسلوب مسيحى له عمقه الروحى، وتعبيراته السلوكية من هنا يتسامى الزواج المسيحى على اقتران الاجساد، ليصل بنا إلى اقتران الأرواح بفعل وحضور وحلول الروح القدس.
فكما أن الروح يعمل فى ماء المعمودية فيخلق الإنسان خلقة جديدة، وفى زيت الميرون فيدشن الإنسان هيكلاً للروح القدس، وفى الخبز والخمر ليصيرا جسد الرب ودمه، كذلك فهو يعمل فى العروسين من خلال الصلوات والإيمان، إذ يوحدهما فى الرب ولكن هذا لا يتم بطريقة سحرية، بل من خلال وعى ومشاركة العروسين، بالصلاة القلبية والنية المتجاوبة مع عمل النعمة فالاسرار ليست عملاً ميكانيكياً، بل هى تستلزم التجاوب الروحى من قابل السر، تماماً كما تستلزم الكاهن المشرطن، والصلوات الرسمية، وحضور روح الله وسوف نوضح في هذا المقال الممنوع في الزواج المسيحي، سن الزواج في المسيحية، الزواج المسيحي ديني ام مدني، الطهارة في الزواج المسيحي، اهداف الزواج المسيحي، كم عدد الزوجات في المسيحية.
الممنوع في الزواج المسيحي
يقول الكتاب المقدس: “لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّماً عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ. وَأَمَّا الْعَاهِرُونَ وَالزُّنَاةُ فَسَيَدِينُهُمُ اللهُ” (عبرانيين 13: 4). ولا يذكر الكتاب المقدس أبداً ما هو مسموح أو غير مسموح به في الزواج من الناحية الجنسية ويوصي الزوج والزوجة “لاَ يَسْلِبْ أَحَدُكُمُ الآخَرَ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى مُوافَقَةٍ إِلَى حِينٍ لِكَيْ تَتَفَرَّغُوا لِلصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ ثُمَّ
تَجْتَمِعُوا أَيْضاً مَعاً لِكَيْ لاَ يُجَرِّبَكُمُ الشَّيْطَانُ لِسَبَبِ عَدَمِ نَزَاهَتِكُمْ” (كورنثوس الأولى 5:7). وربما تضع هذه الآية المبدأ في العلاقات الجنسية في الزواج. فيجب أن يكون أي شيء برضا كل من الزوج والزوجة. ولا يجب أن يضغط أي طرف على الطرف الآخر، أو يجبره، لممارسة أي شيء لا يرتاح إليه أو يعتقد أنه خطأ. فإذا إتفق الزوج أو الزوجة على أي شيء يفعلانه في إطار علاقتهما الجنسية، فأن الكتاب المقدس لا يقدم أي سبب يمنعهما عن ذلك.
ولكن هناك بعض الأمور التي لا تتفق مع تعاليم الكتاب المقدس بشأن العلاقة الجنسية بين الأزواج. فمبدأ “تبادل الزوجات/الأزواج” أو “مشاركة آخرين” (ثلاثة أو أربعة) هو زنا صريح (غلاطية 19:5؛ أفسس 3:5؛ كولوسي 5:3 تسالونيكي الأولى 3:4)
والزنا خطية حتى إن سمح به الطرف الآخر أو وافق عليه أو حتى إن إشترك فيه. كما أن مشاهدة الأفلام والصور الأباحية هي “شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ” (يوحنا الأولى 16:2) وبالتالي يدينها الله أيضاً. فيجب أن لا يأتي الزوجين بالصور الإباحية إلى علاقتهما الزوجية. وفيماعدا ذلك لا يوجد أي شيء ينهى عنه الكتاب المقدس في الزواج – طالما تتم ممارسة العلاقة برضاء الطرفين.
سن الزواج في المسيحية
الطوائف الكاثوليكية: 16 سنة للذكر، 14 سنة للأنثى؛
طائفة الأرمن الأرثوذكس: 18 سنة للذكر، 15 سنة للأنثى، إنما يمكن أن يأذن المرجع الروحي زواج الشاب الذي أتم السادسة عشر من عمر والفتاة التي أتمت الرابعة عشرة من عمرها في حالة غير اعتيادية أو لسبب مهم جدا.
طائفة الروم الأرثوذكس: 18 سنة للذكر والأنثي لكن عند الضرورة، يجوز عقد الزواج شرط ألا يكون الذكر دون الـ 17 من العمر والأنثى دون الـ15، مع مراعاة حال البنية، والصحة، وموافقة الولي، وبإذن من راعي الأبرشية.
طائفة السريان الأرثوذكس: 18 للذكر، 14 للأنثي.
الطائفة الآشورية: 18 للذكر، 14 للأنثي.
الزواج المسيحي ديني ام مدني
نصت المادة رقم ( 15 ) من لائحة الأقباط الأرثوذكس على : الزواج سر مقدس يثبت بعقد يرتبط به رجل وامرأة ارتباطاً علنياً طبقاً لطقوس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بقصد تكوين أسرة والتعاون في شئون الحياة.
والإشكالية التي يثيرها هذا النص أنه اعتبر عقد الزواج المسيحي يتعلق بالإثبات لا بالإنعقاد . ولا ينعقد العقد إلا باتمام المراسيم الدينية على يد رجل دين وفقاً لطقوس الكنيسة. الأمر الذي لا يجعل معه توثيق عقد الزواج ركنا من أركان الزواج المسيحي، وبعبارة أخرى أنه يكفي لانعقاد الزواج المسيحي تحقق الجانب الشكلي من اتمام الطقوس دون اشتراط توثيق العقد سواء بالمحكمة أو بالسجل المدني.
وقد أيدت محكمة النقض هذا الاتجاه واعتبرت أن توثيق عقد الزواج ليس شرطاً لازماً لحصة عقد الزواج، بمعنى أن عدم توثيق عقد الزواج أصلاً او التراخي في توثيقه أو عدم مراعاة اجراءات التوثيق لا يؤثر في صحة الزواج ( الطعن رقم 350 لسنة 68 قضائية – دائرة الأحوال الشخصية – جلسة 9/2/2022 )
الطهارة في الزواج المسيحي هناك 3 أشكال للطهارة
1- الحمام الطقوسي (مقفيه) وهو مكان مليء بالماء يستعمل من أجل الاستحمام التعبدي، ومن أجل الطهارة بعد الجماع، وللرجال بعد خروج المني في النوم أو الجماع، وللسيدات بعد الدورة الشهرية والولادة وللمتهودين.
2- غسل القدمين واليدين (للكهنة قبل أداء الفرائض في الهيكل)
3- غسل اليدين.
كما وتنص شريعة العهد القديم على ضرورة غسل اليدين قبل الأكل أو الصلاة، وبعد الاستيقاظ من النوم، وبعد زيارة المدافن أو دخول دورة المياه.
في المسيحية هناك عدة أوجه للنظافة: نظافة جسديَّة، وروحيَّة، وعقلية، وأدبية. فجسديًا مطلوب من المؤمن المسيحي الاهتمام بنظافة بدنه، وفي مظهره الخارجي وفي نظافة ثيابه والاهتمام بالطيب والتعطر بالروائح العطرة،
أما روحيًا فتعنى الابتعاد عن النجاسة الروحية وهي الخطيئة حسب المفهوم المسيحي والتي تنبع من القلب ومصدرها القلب وحده حسب المفهوم المسيحي، أما من الناحية العقلية فهي اجتناب الأفكار النجسة مثل الاشتهاء فمثلًا قال يسوع: «وسمِعتُمْ أنّهُ قيلَ: لا تَزنِ. أمّا أنا فأقولُ لكُم: مَنْ نظَرَ إلى اَمرأةٍ لِيَشتَهيَها، زَنى بِها في قلبِهِ.».
اهداف الزواج المسيحي
(أ) الاتحاد المقدس:
ليس جيدا إن يبقى آدم وحده، أصنع له معينًا نظيره (تك2: 18) (اقرأ نص السفر هنا في موقع الأنبا تكلا)، إنها وحدة ح بطاهرة مقدسة في المسيح، على مثال اتحاد المسيح بالكنيسة.
(ب) الاشتراك مع الله في الخلق:
فالزوجان يشتركان مع الله في عملية الخلق، وهذا مجد عظيم للإنسان أنها ليست أمورًا حسية وحسب، بل هي تحوى في طياتها مهمة حفظ النوع الإنساني، ولقد أوجد الله في الإنسان الأبوة والأمومة، قبسًا منه، لكي يستمر البشر على الأرض، ويزداد عدد أولاد الله المتمتعين بحبه.
(ج) طريق خلاص:
“التزوج أصلح من التحرق” (1كو7: 9) أي إن غالبية البشر طريقهم للخلاص هو الزواج، ففيه استخدام مقدس للغرائز في إطار الطهارة والعفة والانضباط المسيحي، أما البعض الذين “أعطى لهم” (مت19: 11) فهم يشعرون إن خلاصهم هو في البتولية، ليكونوا الله بكل كيانهم وهم مدعوون لهذا، ولا فضل لأحد على الآخر، لأنه لا خلاص بدون المسيح، وان كانت البتولية تعطى فرصة اكبر للانطلاق الروحي والكرازي، إلا أنها دعوة خاصة، لا يشتهيها الإنسان أو يفتعلها، بل يتقبلها من الرب كموهبة، “لأني أريد إن يكون جميع الناس كما أنا لكن كل واحد له موهبته الخاصة من الله. الواحد هكذا والآخر هكذا” (1كو7: 7) وما عليه إلا إن يجاهد ليحافظ عليها.
كم عدد الزوجات في المسيحية
إن موضوع تعدد الزوجات في الكتاب المقدس هو موضوع مثير للإهتمام لأن أغلب الناس اليوم يرون تعدد الزوجات على أنه أمر غير أخلاقي بينما لا نجد أن الكتاب المقدس يدين هذا الأمر بصورة واضحة كانت أول حالة لتعدد زوجات في الكتاب المقدس هو لامك في سفر التكوين 4: 19 “وَاتَّخَذَ لامَكُ لِنَفْسِهِ امْرَاتَيْنِ”. كما كان العديد من الرجال
المعروفين في العهد القديم متعددي الزوجات سيدنا ابراهيم، وسيدنا يعقوب، وسيدنا داود، وسيدنا سليمان، وآخرين أيضا كلهم كان لهم العديد من الزوجات. سليمان كانت له 700 زوجة و300 من السراري (هن زوجات لهن مرتبة أقل)، بحسب ما جاء في سفر ملوك الأول 11: 3.
لماذا سمح الله بتعدد الزوجات في العهد القديم؟
لا يخبرنا الكتاب بالتحديد لماذا سمح الله بتعدد الزوجات، فإن كل الإجابات التي نقوم بإستنتاجها تأخذ في الإعتبار عدة عوامل.
أولا : كان عدد النساء في العالم دائماً أكبر من عدد الرجال تبين الإحصائيات الحالية أن حوالي 50.5% من تعداد سكان العالم اليوم من النساء، والرجال 49.5%. وإذا افترضنا أن نفس النسبة كانت صحيحة قديماً، وأنه كان هناك الملايين من البشر في ذلك الوقت هذا يعني أن عدد النساء كان يفوق عدد الرجال بعشرات الآلاف.
ثانياً : كانت الحروب قديماً شديدة القسوة والعنف مع نسب عالية من الضحايا والوفيات. ولا بد أنه نتج عن ذلك زيادة نسبة النساء عن الرجال.
ثالثاً : نظراً لأن المجتمعات القديمة كانت مجتمعات أبوية كان تقريباً من المستحيل أن تتمكن المرأة غير المتزوجة من إعالة نفسها وكانت النساء في الغالب غير متعلمات ولا يتدربن على أية حرفة وكانت النساء تعتمدن على آباءهن وإخوتهن الذكور وأزواجهن من أجل الإعالة والحماية وكانت النساء غير المتزوجات كثيراً ما تتعرضن للأسر أو العمل في الدعارة. رابعاً، كان الفرق بين عدد الرجال إلى عدد النساء في المجتمع يترك الكثير من النساء في ظروف غير مستحبة.
اقرأ ايضا كود قانون الاحوال الشخصية المصري