جريمة الفعل الفاضح الانواع والشروط والعقاب 2024
Contents
الفعل الفاضح
جريمة الفعل الفاضح العلني والغير علني
وفي ليل بهيم مظلم خلقه الله للمستغفرين ولكن كان من بين البشر المعتدين والذي يعتدوا على الحرمات والأعراض ولكن هناك من يستهين بما وهبه الله من نعمة الجسد ويجعله عرضة للانظار حيث يقوم بعـرض مواطن عفته أو عفتها ويخرج من في الجسد من شهوات بإيحاءات خارجية وخارجه عن الأخلاق تعبر عن سقوطه من فوق صهوة جواد الكبرياء إلى أرض الرذيلة مرتكبا الفعل الفاضح العلني والغير علني.
الفعل الفاضح العلني
لا يفوتك:جريمة الازعاج والمضايقة عبرالتليفون أو رسائل البريد الاليكترونى أو الواتس اب
ماهو الفعل الفاضح :
هو كل من فعل علانية فعلا فاضحامخلا بالحياء وهو سلوك عمـدي يخل بحياءمن تلمسه حواسه وهو فعل يخاطب العـين ويجـرح المشاعر والأحاسيس ويهتك الطبيعة البشرية التي جبلت على الفطرة والحياء جـزء من تلك الفطرة لقول الرسول الكريم الإيمان بضع وسبعون شعبه والحيـاء شعبة من شعب الإيمان فهذا الفعل يهتك هذا الإيمان ويخدشه بدون مراعـاة لشرع أو قانون.
أركان جريمة الفعل الفاضح :
الركن المادي لجريمة الفعل الفاضح:
هو كل فعل مادي مخل بالحياء ويدخل في ذلك كل حركة أو عمل أو إشارة من شأنها خدش شعور الغير ولكن ليس من بينهم القول أو الـصور أو الكتابة بل الفعل المادي وقد يقع الفعل على جسد المجنى عليها أو جـسد الجاني ولا أهمية للجنس من يرتكب الفعل أو من يرتكـب معـه الفعـل فالعلاقة الشاذة بين رجلين أو امرأتين لو بوشرت في العلـن تعـد فـعـلا فاضحا علني وفقا للقانون والشرع ،،،
وليس فقط الفعل بهذا القدر من الفحش ولكن القدر اليسير من الفعل الفاحش يعد فعلا فاضحا علني ويستمد ذلك الضابط والحاكم لكون الفعل فاضح أو غير ذلك من الشعور العام السائد في المكان والزمان اللذان ارتكبا فيه الفعل فلكل مجتمع فكرته واعتقاده عن الحياء بل للمجتمع الواحد عبر الأزمان فكرته عن الحياء فما يعـد فعـلا فاضحا في وقت قد يعد غير ذلك في وقت أخر ويكشف القاضي من أوراق القضية المنظورة أمامه الشعور العام بالحياء والسائد في المجتمـع وقـت عرض القضية وما إذا كان الفعل فعلا فاضحا قد جرح الشعور العام أم لم يجرحه
ولا بد أن يكون الفعل الفاضح العلني له دلالته الجنسية وإلا جـرد ونزع منه فعل التجريم والتأثيم فتقبيل الزوجة في مكان عام وقت توديعـه للسفر قد يكون في مكان عام ولكنه لا يحمل دلالة جنسية أنما هو تعبيـر عن شعور الفقد والابتعاد في حين أن ذات الفعل في مكـان عـام ولكـن يحتوي في فحواه دلالة جنسية يعد فعل فاضح علني بما يستوجب العقـاب ونفس الأمر فقد يقوم الرجل باحتضان أجنبية ولكن لدرء خطر مثل إنقاذها من حادث أو إبعادها عن خطر قد يحيق بها وهو ما يفرغ الفعل من فحواه ومحتواه الجنسي ليعبر عن شعور طبيعي وبشري لا يؤثم ولا يجرم.
ولا يشترط كذلك أن يكون الفعل الذي يرتكبه الجاني بقـصـد شـهوة جنسية فيمكن أن يكون الهدف هو إثارة شخص آخر أو غيرها من الدوافع من ثم تقع الجريمة مهما كانت دوافع الجاني.
كذلك العلانية المشترطة في الفعل العلني هو كون الفعل في مكان عام والمكان العام هوالذي يرتاده الجمهور دون تمييز ويتحقـق بـه احتمال المشاهدة للفعل المجرم أو الفعل الفاضح فإن العلانية تتحقق وهـذا مثـل الطريق العام أو الحدائق أو المنتزهات.
ولكن هناك أماكن خاصة لا يرتادها إلا بعض الأفراد أو أفراد معينه في أوقات معينه لا تتحقق بها العلانية إلا في وقت وجود الأفراد ولذلك ينقسم المكان العام إلى أنواع ثلاث وهي:
1- المكان العام بطبيعته :
وهي الأماكن التي يرتادها دون قيد أو شرط ويتحقق بها العلانية دائما ولو حتى لم يشاهد الفعل رغم حرص الجاني على إخفاء هذا الأمر وذلـك لكون هذا المكان معتبره في العمومية أو أن العمومية فيه أمر مستطاع مثل الطريق العام والمنتزهات والحدائق.
2- المكان العام بالتخصيص :
وهو المكان المخصص للجمهور أو الأفراد في أوقات معينه وقد يخضع لشروط معينة فتلك الأماكن لا تتحقق لها العلانية إلا في الأوقات التي يرتادها الجمهور والأفراد مثل دور السينما أو المصالح الحكوميـة فهـذه الأماكن وما شابهه من أماكن لا تتحقق لها العلانية إلا في فترة وجود الأفراد بها أمـا غير ذلك من الأوقات فهي أماكن خاصة لا تخضع للعلانية في ذلك.
3- المكان العام بالمصادفة :
هو الأماكن العامة التي يرتاده الأفراد لغرض معين وبصفة عرضية وليست دائمة مثل
المستشفيات والسجون أو النوادي أو عربات النقل وهي تعتبر أماكن عامة في فترة تواجد الأفراد فيها.
وهذا يقودنا لضرورة معرفة المكان الخاص وهو المكان الذي لا يحق لأي شخص كائن من كان الدخول إلى هذا المكان والإطلاع على ما يجري فيه إلا بإذن من المتواجدين في هذا المكان ومن ابرز تلك الأماكن المنـازل الخاصة والأصل فيها انتفاء العلانية ولا تتحقق جريمة الفعل الفاضح العلنى في ذلك ولكن انتفاء العلانية غير مطلق أي ليس نهائيا بل يمكن أن تتحقـق العلانية في هذا المكان الخاص ولكن لمعرفة متى تتحقق العلانية في الأماكن الخاصة يجب أن نعرف ما هي الأماكن الخاصة وما هي نوعيتهـا وكيـف تتحقق فيها العلانية وذلك وفقا لتصنيف قانوني لتلك الأماكن الخاصة وهي:
1- أماكن خاصة يستطيع المتواجد في مكان عام أن يشهد ما يجري فيهـا مـن فعل فاضح:
مثل من يقوم بالفعل الفاضح في حديقة منزله أو داخل غرفة في منزله ونافذتها مفتوحة بما يسمح للمارة في الطريق العام بمشاهدة الفعـل وهنـا تتحقق العلانية بمشاهدة الفعل من المارة.
2- أماكن خاصة يستطيع مـن كـان في مكـان خـاص آخـر مـشاهدة مـا يجـري داخله من فعل فاضح :
مثل الجيران المتجاورين أو المتقابلين بما يسمح لهما مشاهدة ما يحدث من فعل فاضح في منزل الآخر أو من يقوم بالفعل الفاضح علـي سـطح مبنى مشترك بينه وبين قاطني المنزل أو على درج المبنى المقيمين فيـه كلها أماكن خاصة يشترك فيها أفراد آخرين تسمح لهم أن يشاهدوا الفعـل الفاضح وهو في ذاته مكان خاص.
3-الأماكن الخاصة التي لا تسمح لأي شخص مهما كان أن يشاهد مـا يحدث في داخلها :
وهي المنازل أو الغرفة التي ينام فيه الشخص وزوجته والتي يغلـق عليه غرفته مغلقة المنافذ مطفأة الأنوار وهنا لا يمكن للشخص الخـارجي أن يطلع على ما يجري فيها إلا بإذن من المتواجد داخل الغرفة أو المكان من ثم فهو مكان خاص لا تتحقق في العلانية.
ويجب على القاضي عند الفصل في القضية ان ببين في أسباب حكمه المكان العام وسبب الاعتداد به كمكان عام والا يشوبه حكمه بطلان مطلقا يهدم أركانه ويجعل حكمها غير ذي آثر.
الركن المعنوي (القصد الجنائي) لجريمة الفعل الفاضح.
هو الـصورة الأصلية الأساسية للركن المعنوي في الجريمة ويعتبر شرطا أساسيا لتقوم عليهـا المسئولية الجنائية للفاعل.
عناصره :
العلم :يتحقق العلم في تلك الجريمة عندما يعلم المتهم أن ما يقوم به من فعل أنما هو فعل مخل بالحياء خادش للشعور العام السائد فمن يسقط أرضا ثـم يقوم ليهذب ملابسه ويعدل هندامه فتنكشف عورته أثناء ذلك لا يعد ذلـك فعل فاضحا أنما فقد الركن المعنوي للجريمة كما يجب أن يتـوافر لـدي مرتكب الفعل علمه بالعلانية بأن يخشى أن يراها المتواجدين في المكـان فمن يرتكب الفعل الفاضح في مكان خاص مغلق عليه تتوافر فيه شـروط المكان الخاص لا يعيب ذلك تجسس بعض الأفراد عليه من ثقب الباب أو من خلال فتحات شيش النافذة.
الإرادة :هي اتجاه إرادة الجاني إلى ارتكاب الفعل الفاضح فمن يتحـرك فـي وسط الازدحام ويصطدم بسيدة في مواطن عفته دون قصد على نحو يخل بحيائها لا يعد ذلك فعلا فاضحا أو كمن يتمزق بنطاله في مكان عام يسمح بظهور عورته وقت الفعل لا يعد ذلك فعلا فاضحا فلا بد أن تتجـه إرادة الجاني إلى ارتكاب الفعل الفاضح بإرادة حرة كاملة إلى ارتكاب الفعـل موقن بحقيقة ما يرتكبه.
الفعل الفاضح الغير علني :
ولكن نظرا لكون ما يحدث في غرف الدردشات ليس مكان عام وفقا لما تم وصفه انما هي أماكن خاصة مغلقة لا يسمح للآخرين مشاهدة مـا يحدث داخلها من فعل دون إرادة صاحبها لذلك تتحقق بما يحدث فيها من أفعال جريمة الفعل الفاضح الغير علني وهولا يختلف كثيرا عن الفعل الفاضح العلني ،،،،
ولكن يقع الاختلاف في كون هذا الفعل يحدث فـي مكـان خاص لا تتوافر له العلانية المفترضة قانونا حقيقة أو حكما حقيقة كما في الأماكن العامة بطبيعتها أو في الأماكن العامة التي تتحقق فيها العلانية في أوقات تواجد الأفراد بها وفي كلا الجريمتين للفعل الفاضح العلني والفعـل الفاضح الغير علني لا يشترط تحقق ضرر من تلك الأفعـال بـل يكفـي ارتكاب الفعل حيث يفترض في ذلك انتهاك الحياء العام كما سبق بيانه.
الفرق بين الفعل الفاضح العلني والفعل الفاضح الغير علني :
1- يختلف الفعل الفاضح الغير علني عن الفعل الفاضح العلنـي فـي أن الفعل الفاضح الغير علني لا يكون إلا على أنثي (وهو ما يعد قصورا تشريعيا في القانون الوضعي وذلك لأن هناك فعل فاضح يقـع علـى الذكر وخاصة في ظل انتشار جرائم الاعتداء الجنسي علـى الـذكور والممارسات الجنسية بينهم) ،،،
وبذلك فلا يتحقق الفعل الفاضـح الغيـر العلني لو كان بين رجل ورجل أو انثي وانثي إنمـا يـتم توصيفه القانوني وفقا لطبيعة الفعل المرتكب بين فسق وغير ذلك من الأفعـال المؤثمة قانونا كما أن المشرع لم يشترط في الانثى أن تكون بكرا أو ثيب ولم يشترط لذلك ثمة شرائط معينة إنما اكتفى بلفظ أنثى.
2- كذلك يختلفان في أن الفعل الفاضح العلني يجرم حتى في حالة رضاء المجني عليها أو الموجه إليه الفعل الفاضح وهو ما لا يحدث في الفعل الفاضح الغير علني والذي لا يتحقق إلا في حالة عدم رضاء المجني عليها أو الموجه إليها الفعل المجرم.
3- الفعل الفاضح العلني يهدف من تجريمه هو حماية الشعور العام السائد للحياء بالمجتمع ولكن الفعل الفاضح الغير علني يهدف من تجريمه حماية وصيانة شعور شخصي للأنثي ذاته ويقصد به الأنثـي كـأنثي مجرده من أي وصف أو توصيف يعقب ذلك فمن يوجه الفعل الفاضح للساقطة أو مما تمارس البغاء يعد مرتكبا للفعل الفاضح الغير علنـي ولا اعتبار لصحيفتها الجنائية في ذلك ولا تؤثر في عقيدة القاضي لان الهدف حماية شعور الأنثي ككيان مجرد وليس غير ذلك.
4- الفعل الفاضح العلني لا يتوقف على تقديم شكوى بل يمكن ضبطه من خلال رجال الضبطية القضائية لكن الفعل الفاضح الغير علني لا يمكن الكشف عنه إلا من خلال شكوى تتقدم بها المجني عليهـا أو وكيلهـا الخاص وفي حالة عدم تقديم شكوى تصبح تلك الجرائم في طي الكتمان ،،،
وهو ما يحدث في غالبية الجرائم التي تحدث في هذا النوع من الجرائم كما ازداد الأمر في غرف الدردشة حيث يمتنع الكثيـر مـن الفتيـات والسيدات مما يقع عليهن هذا الفعل عن تقديم شكوى وذلـك لأسـباب عديدة أكثرها انتشارا الخوف من ردة فعل الأهل والمجتمع والتشهير وما غير ذلك من أسباب تقف حائلا دون تقديم تلك الشكاوى.
وكذلك انعدام الثقة في تحقق العقاب المناسب مع الفعل أو تحقق العقاب أصلا وفضلا عن ما يسود من اعتقاد من أن الشخص المبلغ هـو شـريك للفاعل في فعلته وهو قول يخالف الحقيقة وكذلك ما يسود المجتمـع مـن اعتقاد من أن التواصل الاجتماعي في ذاته مجردا من أي شئ هـو فـعـل فاضح بالإضافة إلى السخرية والاستهزاء بخلاف ما يعانيه المجني عليهـا من ضيق واكتئاب بسبب ذلك الفعل.
عقوبة الفعل الفاضح بنوعيه العلني والغير علني في الشريعة الإسلامية :
العقوبة عن الفعل الفاضح بنوعيه هي عقوبة واحدة حيث تعد تلك الأفعال من الجرائم التعزيرية والتي تكون عقوبتها هي الجلد أو الحبس أو النفى أو الجمع بين تلك العقوبات باعتبارها عقوبات أصلية وهـي الجلد وعقوبة تكميلية وهي الحبس وعقوبة تبعية وهي النفـي أو الجمـع بـين عقوبتين أو الاكتفاء بعقوبة واحدة وذلك كما سنوجز وسنوضح ذلك.
اعتبر فقهاء الشريعة الإسلامية الفعل الفاضح العلني أو الغير علنـي كفعل نشر الفساد أو الفحشاء وذلك استنادا لقوله تعالى ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون » صدق الله العظيم. [النور: ۱۹].
ومن وحي تلك الآيات استلهم فقهاء الشريعة ضرورة الحد مـن تلـك الأفعال والوقف في مواجهتها وبقوة لذلك أباح الفقهاء لتلك الأفعال عقوبات على النحو التالي:
1-الجلد :الجلد يكون باستخدام عصا أو السوط وقـد تباينـت آراء الـصحابة والتابعين في الحد الاقصى للجلد أو الحد الأدنى له فمن بيـنـهم مـن أقـر خمسة وسبعين جلدة باتخاذ العدد الأقل لحد زنا الغير محصن ومن بين من أقر تلك العقوبة وهذا الحد الاقصى هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب والإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه.
وفي اختلافهم في الحد الأقصى كان اختلافهم في الحد الأدنى ولكـن اجمع الفقهاء على أن الحد الأدنى هو تسعة وثلاثون جلده استنادا إلى قول بعض العلماء والفقهاء والصحابة ((إذا أخذ الرجل مع المرأة وقد أصـاب منها كل محرم بغير الجماع عزر بتسع وثلاثون سوطا)).
2 – الحبس :رغم اتفاق الفقهاء على الحبس كعقوبة للفعل الفاضح ولكـن اختلفوا في مدته وفي اختلافهم رحمة فمن بينهم من أقر أن يسجن حتـى يظهـر منه التوبة عن الفعل والرجوع للسلوك القويم وذلك لأنـه بفعلتـه هتك حجاب الحياء وأثار في العامة الغرائز وقد يدفع الأفـراد إلــى تقليـده ومحاكاته. ومنهم من أقر الحبس لفترة معينه وفقا لظروف كل حالة بين عام وأعوام.
وتركوا الأمر في ذلك لولي الأمر يقر ما يراه مناسبا لظروف كل حالة وزمان بما لا يخل بالغرض المراد من العقاب ومن التشريع ذاته.
3- هل يجوز الجمع بين الجلد والحبس: أجاز الفقهاء والعلماء الجمع بين الجلد والحبس وفقا لما يراه ولي الأمـر زاجرا للجاني ويكفي للتأديب وتحقيق الغرض من عقاب الفعل المجرم.
4- عقوبة النفي: استند الفقهاء في عقوبة النفي لمرتكب الفعل المجرم إلى حد الحرابـة الذي ورد في قوله تعالى: « إنما جزاء الذين يحاربون اللـه ورسـوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ». [المائدة: 33].
وكذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «أخرجوا المخنثـين مـن بيوتكم». وكذلك في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسـلم ((عـن أبـي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله ؤ
عليه وسلم، أتـى بمخنـث، قـد خضب بديه ورجليه بالحناء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بال هذا؟ فقيل: يا رسول الله يتشبه بالنساء، فأمر فنفي إلـى النفيسع))، والنقيع _بالنون_ موضع ببلاد مزينة على مقربة من المدينة المنورة.
ومن كل ما سبق يتبين أن عقوبة النفي لها سندها الشرعي ومن ثم فقد أخذ بها العلماء والفقهاء واجتمعوا عليه ولكن اختلف بعضهم فـي جـواز الجمع بينها وبين عقوبة أخرى أو الاكتفاء بها.
5- جواز الجمع بين النفي وعقوبة أخرى :رغم اختلاف بعض الفقهاء والعلماء في جواز الجمـع بـين النفى وعقوبة أخرى لكن جمهور الفقهاء اجمعوا على جواز ذلك استنادا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال ((أخرجوا المخنثين من بيوتكم)).
وكذلك في حديث عن رسول الله صلى الله عليـه وسـلم ((عـن أبـي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، أتي بمخنث، قد خضب يديه ورجليه بالحناء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بـال هـذا؟ فقيـل: يا رسول الله يتشبه بالنساء، فأمر فنفي إلى النقيع)). ونستدل على النفي كقوبة وعلى جواز الجمع بين أكثر من عقوبة وذلك من خلال واقعتين.
الأولى : واقعة نصر بن حجاج:
وكذلك حينما قام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بنفي نصر بن حجاج خارج المدينة حتى لا يفتن نسائها به وتعود القصة إلى أنه أثنـاء مـرور عمر بن الخطاب ليلا لتفقد أحوال الرعية سمع سيدة تمتدح نصر بن حجاج وجماله بقولها:
يا ليت شعري، عن نفسي أزاهقة مني ولم أقض ما فيها من الحـاج
هل من سبيل إلى خمر فأشـربها أم من سبيل إلى نصر بن حجـاج
إلى فتى ماجـد الأعـراق مقتبـل سهل المحيا كريم غيـر ملجـاج
فغضب عمر ولما أصبح دعاه، فجيء به إليه، فإذا هو أجمل الناس، فقال له عمر: عزيمة من أمير المؤمنين أن تأخذ من شعرك، فأخـذ مـن شعره، فكان أجمل مما كان عليه، فطلب منه أن يعتم، فلبس عمامة فـزاد حسنا وجمالا، فتركه وفي نفسه منه شيء، ثم بعد ذلك المرأة تقول:
حلقـوا رأسـه ليـكـسب قبحـاً غيـرة مـنهم عليـه وشـحاً
كـان صـبحاً عليـه ليـل بـهـيم فمحـوا ليلـه وأبقـوه صـبحاً
فأرسل إليه مرة أخرى، وقال له: والله لا تساكنني في بلدة أنا فيهـا!! فقال نصر: يا أمير المؤمنين، وما ذنبي أنا؟ فقال: هو ما أقول لـك، ثـم سيره إلى البصرة، وأعطاه نفقة.
الثانية : واقعة معن بن زائدة :
كما حدث في واقعة معن بن زائدة الذي انتقش على خـاتم الخلافـة, فأصاب خراجا من خراج الكوفة، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب ، فكتب إلـى المغيرة بن شعبة: إنه بلغني أن رجلا يقال له معن بن زائدة انتقش علي خاتم الخلافة فأصاب خراجا من خراج الكوفة فإذا أتاك كتابي هـذا ،،،
فـإذا رأيته فنفذ أمري فيه، وأطع رسولي، فلما صلى المغيـرة العـصر وأخذ الناس مجالسهم، خرج المغيرة ومعه رسول عمر، فاشرأب النّاس ينظرون إليه حتى وقف على معن. فقال للرسول: إن أمير المؤمنين أمرني أن أطيع فيه أمرك فمرني بما شئت فقال: ادع بجامعة
فاجعلها فـي عنقه ففعل وجبذها جبذا شديدا، ثم قال: احبسه إلى أن يأتيك فيه أمر أمير المؤمنين ففعل، وكان السجن يومئذ من قصب، فتحيل معن للخروج، وبعث إلى أهله أن ابعثوا إلي بناقتي وجاريتي وعباءتي القطوانية ففعلوا، وخرج من الليل وأردف جاريته، وسار حتى إذا رهب أن يفضحه الصبح أناخ ناقته وعقلها، ثم كمن حتى إذا سكن عنه الطلب، أعاد على ناقته
العباءة وأردف جاريتة ثم سار كذلك حتى قدم على عمر وهو يوقظ المتهجدين النوام لصلاة الصبح، ومعه درته، فجعل ناقته وجاريته ببعض المواضع، ثم دنا من عمر. فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. فقال: وعليك من أنت؟
فقال: معن بن زائدة قد جئتك تائبا قبل أن تقدر علي. فقال عمر: أنت معـن فلا حياك الله، فلما صلى الصبح قال للناس: مكانكم. فلما طلعت الشمس قال: هذا معن بن زائدة انتقش على خاتم الخلافة فأصاب به خراجـا مـن خراج الكوفة، فأشيروا علي، فقال قائل: اقطع يده وقال قائـل : اصـلبة وعلي عليه السلام ساكت، فقال له عمر: ما تقول يا أبا الحسن؟
قال: رجـل كذب كذبة عقوبته في بشره، فضربه عمر ضربا شديدا، أو قـال مـرحـا وحبسه فكان محبوسا ما شاء الله، ثم أرسل إلى صديق له من قريش أن كلم أمير المؤمنين في تخلية سبيلي فقد بلغ من عقوبتي ما أراد،
فكلمة القرشي فقال: يا أمير المؤمنين، معن بن زائدة قد أصبته من العقوبة بما كان له أهلا فإن رأيت أن تخلي سبيله، فقال عمر: ذكرتبي الطعن وقد كنت ناسيا ثم دعا بمعن فضربه به وأمر به إلى السجن، فبعث معن إلى كـل صـديق لـه لا تذكروني لأمير المؤمنين، فلبث في السجن ما شاء الله، ثم إن عمر انتبه له، فقال: معن، فأتي به فقاسمه مالهبينه وبين بيت مال المسلمين وخلى سبيله، أو قال: اقتسم ما كان له “. بينه وبين بيت مال المسلمين)).
من ذلك يتبين اتفق الفقهاء علـى جـواز النفي والجمع بينه وبين عقويـة أخرى مثل الجلد أو السجن :
كذلك أجاز بعض الفقهاء وضع مرتكب الفعل تحت المراقبة في البلـد المنفي له وذلك حيث أمر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بوضع نصر بن حجاج تحت المراقبة ليتأكد من انضباط سلوكه.
ووفقا لما يتفق مع أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية الغراء وتماشيا مع تغير النفوس والطباع عبر الأزمان فيفضل أن يترك أمر تحديد العقوبـة التعزيرية لولي الأمر بما يتناسب ع كل عصر وزمان وبما لا يتنافى مـع أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية.
عقوبة الفعل الفاضح في القانون :
صنف القانون الفعل الفاضح بنوعيه العلني والغير علني بأنه جنحـه وعقوبته هي السجن لمدة أقل من ثلاث سنوات والغرامة.